البقرات الجميلة من الأرحام، وأضاء النار القديمة من البرق في الغمام، ذلك هو اندرا البطل الجسور، الجيش المتقدم للهيجاء، يناديه للنصرة يوم الحرب، الأعزاء بصيته الذائع يهتفون، والأذلاء يذكرون اسمه بشفاههم ويهمسون، وقائد الجيش على العجلة الحربية، يدعو ويستنصر إندرا إله الحرب، الأرض والسماء تعترفان بسلطانه وكماله، والجبال المرتعدة تخر له وتسجد لجلاله، هو الذي يرسل صواعق السماء على أعدائه، فلتهدى إليه الزكائب المقدسة، فإنه يقبل هذه الخمر ويمنحنا رضاه، ويستمع للشعر وأغاني الولاء، له البقرات وأفراس الوغى، له القرى والمساكن وعجلات الحرب. ويرفع الشمس بيده اليمنى، ويفتح الأبواب الحمر من شفق الفجر، فيمزق السحاب الأحمر تمزيقا، يرسل شآبيب المطر لنصدق به تصديقًا".
وهذه أغنية للشمس: "يجيء بالشمس جيادها الحمر، فيصل الفجر العظيم الجميل، الذي ينعش الجميع بضيائه، وتأتي الإلهة على مركبة فخمة، توقظ الإنسان ليقوم بعمل نافع".
هذه أغنية لـ"أغنى" إله النار: "حينما أرى هذا الكائن المنير في قلبي، تدوي أذناي وتختلج عيناي، وتتيه نفسي في ارتياب، فماذا أقول وماذا أفكر، فيا أغنى مجدتك جميع الآلهة، واجفة ما تواريت في الظلام".
ويمكن أن نذكر بعد إن شاء الله، مزيد من الاقتباسات من "الويدا"، عند الكلام عن النقاط الأخرى المتصلة بالهندوسية.
ثانيًا: الله في التفكير الهندوسي. التعدد والوحدانية في الفكر الهندي.
يوجد في التفكير الهندوسي فيما يختص بالإله نزعتان مختلفتان تمام الاختلاف: نزعة الوحدانية ونزعة التعدد، وإن كانت نزعة التعدد أقوى وأكثر انتشارًا، وقد بلغ التعدد عند الهنود مبلغًا كبيرًا، فقد كان عندهم كما سبق القول، لكل قوة طبيعية تنفعهم