للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ونسأل "البروفيسور أترية"، هل لو مال أحد من الشدرا للعلم وعشقه، كان يباح له أن يصبح براهميا؟، وألا يوجد في طبقة "الكاشتريا" خامل أو بليد، وإذا وجد بها خامل أو بليد، هل يمكن أن ننحدر به إلى طبقة الشدرا؟، الإجابة دائما بالنفي، فالطبقية مصدرها العرق سيادة الجنس، أكثر من أي شيء آخر.

ويقول "ويلز" عن هذه الطبقات: كان المجتمع الهندي بعد الغزو الآري مقسم إلى طبقات، لا يؤاكل بعضها بعضًا ولا تتزاوج، ولا تختلط اختلاطًا حرًّا، ثم استمر هذا التقسيم الطبقي أمد التاريخ كله، وهذا أمر من شأنه أن يجعل سكان الهند، شيئا يخالف المجتمعات الأوربية والمغولية البسيطة السهلة التزاوج، فهو في الحقيقة مجتمع مجتمعات، ويشير "ويش" إلى نقطة مهمة، هي أن نظام الطبقات، بدأ يظهر عندما بدأ اختلاط سمح، بتكون مجتمع موحد من هذه العناصر المتباينة، أما قبل هذا الاختلاط، فلم تكن هناك ضرورة لتكوين هذا النظام، فنظام الطبقات كان وسيلة للمحافظة على سلامة العرق السامي، بعد أن خيف عليه من الاندماج في الأجناس الأخرى، التي بدأ يتصل بها.

ويؤكد "بيري" ذلك، إذ يقرر أن نظام الطبقات، لم يظهر إلا في قوانين منو، حوالي القرن الثالث قبل الميلاد، ويذكر "ويش" كذلك أن هذه الطبقات الأربعة، ليست في الحقيقة إلا تبسيطا للحديث عن نظام الطبقات في الهند، إذ أن الهنود مجتمع تنتشر فيه الطبقات، حتى أن عدد طبقاته الآن يبلغ حوالي ثلاثة آلاف طبقة، ويذكر بيري أن طبقة الكهنة، حافظت طويلًا على نقائها، أما الطبقات الثلاث الأخرى، فقد تفتت ونشأ عنها طبقات كثيرة.

بقي أن نقول عن المنبوذين، إنهم لم يدخلوا التقسيم، ولم يكونوا إحدى طبقات المجتمع الهندوسي، إذ لم يعدوا منه، وقد سبقت الإشارة إلى هذا، على أن الفلسفة الهندية لم تقنع بالجنس والعنصر، سببًا لنشأة نظام

<<  <   >  >>