اللواط ضرر عظيم وظلم فاحش فهو ظلم للفاعل بما جر إلى نفسه من الخزي والعار وقادها إلى ما فيه الموت والدمار، وهو ظلم للمفعول به حيث هتك نفسه وأهانها ورضي لها بالسفول والانحطاط ومحق رجولتها، فكان بين الرجال بمنزلة النساء لا تزول ظلمة الذل من وجهه حتى يموت، وهو ظلم للمجتمع كله بما أفضى إليه من حلول المصائب والنكبات ولقد قص الله علينا ما حصل لقوم لوط حيث أنزل عليهم رجزًا من السماء - أي عذابًا من فوقهم - فأمطر عليهم حجارة من سجيل، فجعل قريتهم عاليها سافلها وقال بعد أن قص علينا عقوبتهم:{وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ}[هود: ٨٣]
أيها المسلمون: متى فشت هذه الفاحشة في المجتمع ولم يعاقبه الله بدمار الديار، فإنه سيحل به ما هو أعظم من ذلك سيحل به انتكاس القلوب وانطماس البصائر وانقلاب العقول حتى يسكت على الباطل أو يزين له سوء عمله فيراه حسنًا، وأما إذا يسر الله له ولاة أقوياء ذوي عدل أمناء يقولون الحق من غير مبالاة وينفذون الحق من غير محاباة فإن هذا علامة التوفيق والصلاح.
أيها المسلمون: ولما كانت هذه الجريمة من أعظم الجرائم كانت عقوبتها في الشرع من أعظم العقوبات فعقوبتها القتل والإعدام قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به» ، واتفق جمهور الصحابة أو كلهم بمقتضى العمل بهذا الحديث، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: لم يختلف أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قتله سواء كان فاعلًا أم مفعولًا به، ولكن اختلفوا كيف يقتل فقال بعضهم يرجم