أسباب العقاب والشقاوة وآلام العذاب. . فالله سبحانه جعل للسعادة والشقاوة عنوانًا يُعرفان به. . فالخبيث يتفجر من قلبه الخبث على لسانه وجوارحه. . والطيب يتفجر من قلبه الطيب على لسانه وجوارحه. . وقد يكون في الشخص مادتان فأيهما غلب عليه كان من أهله. فإذا أراد الله بالعبد خيرا طهره من المادة الخبيثة قبل الوفاة فيوافي ربه يوم القيامة مطهرًا فلا يحتاج إلى تطهيره بالنار فيطهره منها ما يوفق له من التوبة والحسنات والمصائب المكفرة حتى يلقى الله. . وما عليه خطيئة، ويمسك عن الآخر مواد التطهير فيلقاه يوم القيامة بمادة خبيثة ومادة طيبة وحكمة الله تأبى أن يجاوره أحد في داره بخباثته فيدخله النار طهرة له وتصفية. . ولما كان المؤمن الطيب المطهر مبرأ من الخبائث كانت النار حرامًا عليه. . فيا عباد الله تمسكوا بهدى نبيكم صلى الله عليه وسلم واجعلوه أسوتكم وإمامكم في كل ما تعملون من أفعال وأقوال ولا تميلوا إلى اتباع النفس والهوى والشيطان فإنكم في دار ابتلاء وامتحان فطاعة الرسول طاعة لله. . والرسول يأمرنا بأمر الله يبين لنا الحلال من الحرام. . وينهانا عن الانحراف واتباع الأهواء والضلال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}[الحشر: ٧] بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم. . ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم (١) .
(١) انظر الخطب المنبرية للشيخ إبراهيم آل يوسف ٢٣٠.