للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الجاحظ: وحسن الإشارة باليد والرأس من تمام حسن البيان باللسان (١) .

وأما القول بأن الخطيب يقف ساكنا لا يحرك يديه، ولا منكبيه، ولا يقلب عينيه، ولا يحرك رأسه، فهذا غير سديد، وإنما يناسب بين الحركة والنطق، والإشارة والعبارة، ويراعى أن لا يشعر المتحدث أنه ملزم بالجمود في بقعة محددة، أو أن أعضاء جسمه ممنوعة من الحركة، فالمهم أن لا ننفر من استخدام الإيماءات ونوظفها بنجاح (٢) .

٤ - إذا كان الخطيب يقرأ الخطبة فينبغي أن يحسن الانتقال ببصره بين الورقة والمستمعين، فلا يطيل النظر في الورقة بحيث لا يرفع بصره منها، ولا يطيل الابتعاد عنها، بحيث يصعب عليه وصل الكلام بعضه ببعض، أو يذهل نظره عن الوضع الذي انتهى إليه، فيرتبك أو يطيل السكوت.

٥ - تجنب اشتغال يده في طرف عباءته، أو (غترته) ، أو العبث في لحيته، أو في تقليب الأوراق التي أمامه، أو في ضرب السماعة، أو تحريكها، أو في غير ذلك من الحركات التي تشغل المصلين، ولا تليق بهذا المقام.

٦ - أن يخطب واقفا متوكئا على عصا أو قوس، فإن ذلك من السنة، ولعل الحكمة من ذلك إضفاء المهابة على الخطيب، والتقليل من حركة يده.

عن الحكم بن حزن رضي الله عنه قال: «شهدنا الجمعة مع النبي صلى الله عليه وسلم فقام متوكئا على عصا أو قوس» (٣) .


(١) البيان والتبيين (١ / ٤٥) .
(٢) دليل التدريب القيادي (ص / ١٥٦) .
(٣) رواه أبو داود (الصلاة- ١٠٩٦) وابن خزيمة (الجمعة- ١٧٧٨) من حديث عبد الرحمن أبن خالد العدواني عن أبيه، وفي إسناد أبي داود شهاب بن خراش، صدوق يخطئ، وحسنه الحافظ بن حجر في التخليص (٢ / ٦٥) وله شاهد من حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى يوم العيد قوسا فخطب عليه، ورواه أبو الشيخ كتاب أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم (ص ١٢١) من حديث ابن عباس، وفي إسناده الحسن بن عمارة وهو متروك (التقريب ١٢٦٤) بلفظ: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة في السفر متوكئا على قوس قائما ورواه من حديث البراء بن عازب: خطبهم يوم العيد وهو معتمد على قوس أو عصا.

<<  <   >  >>