للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث السادس حسن مظهر الخطيب]

المبحث السادس

حسن مظهر الخطيب ومما يضفي على الخطيب الهيبة والوقار نظافته، وحسن سمته، وحسن مظهره، ولذلك فإنه يشرع الاغتسال يوم الجمعة، وأن يمس من الطيب، ويلبس أحسن ثيابه، ويزيد في حسن هيئته. قال الله تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف: ٣١]

إن تأثير حسن الهيئة، وجمال المظهر على نفوس الحاضرين، لا ينكر، فلا يحسن بالخطيب الاستهانة بجمال ظاهره، من نظافة ثيابه، وبياض أسنانه، وترجل لحيته، وكي ملابسه، وغير ذلك.

وقد «سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة، فقال: " إن الله جميل يحب الجمال» (١) .

فالجمال وحسن المظهر يكون في الجسد بالغسل، والترجيل للحية، واستعمال السواك ونحوه للأسنان، وقص الشارب، وقص الأظافر ونحو ذلك.

ويكون اللباس بالاعتدال فيه، والنظافة الظاهرة، وتجنب الحرام فيه، كالتشبه والزيادة على الكعبين، وتجنب لباس الشهرة، ولباس المذلة، لذلك قال بعض الحكماء: البس من الثياب ما لا يزدريك فيه العظماء، ولا يعيبك عليه الحكماء، وعن عمر رضي الله عنه: إياكم ولبستين: لبسة مشهورة، ولبسة محقورة. فلا يبالغ في التأنق، وشدة التكلف في اللباس، فإن الجمال الحقيقي للمرء جمال الباطن.

وترى سفيه القوم يدنس عرضه ... سفها وبمسح نعله وشراكها (٢)


(١) رواه مسلم (الإيمان- ١٤٧) .
(٢) أدب الدنيا والدين (ص ٣٤٠) .

<<  <   >  >>