للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال في توضيح الأحكام من بلوغ المرام: ينبغي أن تكون الآيات التي يقرؤها الخطيب آيات تناسب موضوع الخطبة، وتكون دليلا على ما قال، وتأييدا لخطبته، ولتكون خطبته تفسيرا لها، ومشيرة إلى معانيها، ولئلا يشتت على السامعين أذهانهم باختلاف مواضيع الخطبة (١) .

ومما يؤسف له أن بعض الناس يصنف الخطب إلى خطبة فكرية، وخطبة وعظية، مقللا من قيمة الوعظ، كما يصنف الخطباء إلى خطيب مفكر، وخطيب واعظ، مشيرا إلى أن الأول هو الذي يجدر البحث عنه، والاستماع إليه، وهذا تقسيم عقيم، فإن كل خطبة مهما كان الطابع العام الذي يميزها، سواء في ذلك الفكرية، والفقهية، والسياسية. والاجتماعية إذا خلت من الموعظة، والتذكير بأيام الله وآلائه، والتخويف من جزائه وعقابه، فإنها لا تعدو أن تكون معلومات، وقد تكون معلومات قيمة، لكنها ميتة لا تدفع إلى العمل، ولا تخطو بحماسة نحو التغيير والتجديد.

وتأمل أسلوب القرآن العظيم، والسنة المطهرة في الترغيب والترهيب، والتبشير، والتحذير، يتبين لك وجه الحق واضحا جليا.

[البدع الميتة]

البدع الميتة: البدعة تشوه جمال الإسلام، وتطمس معالمه، وتذهب بضيائه، ولذا فإن موقف الإسلام حاسم واضح صريح من البدع.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» وفي رواية «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد» (٢) .

أي: مردود على صاحبه.

والخطيب ينبغي أن يكون له دور في إماتة البدعة، وفي هتك سترها ومحاربة المنكر، ولو أطبق على ذلك الناس، أو معظمهم في حيه وفي غير حيه، لكن مما


(١) توضيح الأحكام، الشيخ عبد الله البسام (٢ / ٣٥٩) .
(٢) رواه البخاري (الصلح- ٢٦٩٧) ، ومسلم (الأقضية - ١٧١٨) .

<<  <   >  >>