للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث السابع تثبته من المعلومات والأحكام التي يلقيها على الناس]

المبحث السابع

تثبته من المعلومات والأحكام التي يلقيها على الناس هذا الأمر من أهم الأمور المتعينة على الخطيب، لما له من أثر على مصداقيته عند الناس، ولما يترتب عليه من نقل للأخبار.

والتثبت من الأخبار والمعلومات من الأمور المطلوبة شرعا، وإن لم يكن الخطيب متثبتا من أخباره، وما ينقله للناس، سيكون من حيث لا يدري مصدرا من مصادر الشائعات، وتعميمها على الناس، وآثار هذا خطيرة على الأمة، ولا سيما إذا كان الخطيب ثقة معروفا عندهم، أو ذائع الصيت، فإن الشائعة ستنتشر وتعم بقدر شهرته، وذيوع صيته، أما إذا تعلقت الأخبار والمعلومات التي ينقلها الخطيب بعرض شخص، أو فئة من الناس، أو بسياسة دولة، أو جماعة من الجماعات، أو عالم من العلماء، فإنها تكون- ولا ريب- أشد خطرا وأعظم ضررا على الأمة، بما تبعثه من فتنة، وما تثيره من فرقة.

ولا يسامح الخطب في عدم التثبت لشدة حماسته، أو قوة تأثره وغيرته، فإن هذه الحماسة، وهذه الغيرة، إذا لم تكن مستندة إلى أصل شرعي، لا تعدو أن تكون انفعالات عصبية، أو حمية قومية.

لذا فإن على الخطيب أن يراعي الأمور التالية في نقل الأخبار والتحدث بها حتى لا يقع فريسة للأوهام والإشاعات:

(أ) عدم التسرع في نقل الأخبار قبل أن يتضح أمرها تماما، وتتبين حقيقتها، ومن الخطأ البين ما يقوم به بعض الخطباء من المسارعة إلى إعلان الخبر، أو الخوض في أمره، وكأنه يريد بذلك أن يحقق سبقا إخباريا، أو انتصارا صحفيا، متغافلا عما ينتج عن ذلك من آثار ومخاطر على الأمة.

<<  <   >  >>