للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه «أن النبي صلى الله عليه وسلم جلس ذات يوم على المنبر، وجلسنا حوله، فقال: إن مما أخاف عليكم من بعدي ما يفتح عليكم من زهرة الدنيا وزينتها، فقال رجل: يا رسول الله، أو يأتي الخير بالشر؟ فسكت النبي صلى الله عليه وسلم، فقيل له: ما شأنك تكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يكلمك، فرأينا أنه ينزل عليه، قال: فمسح عنه الرحضاء، فقال أين السائل؟ وكأنه حمده، فقال: إنه لا يأتي الخير بالشر. . .» الحديث (١) .

وكان الصحابة رضي الله عنهم يتعاهدون قلوبهم، ويتعاهد بعضهم بعضا بالموعظة، ويسأله عن إيمانه، وعن تغيير قلبه أو ثباته.

عن أنس رضي الله عنه قال: «قال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، إنا إذا كنا عندك رأينا في أنفسنا ما نحب، وإذا رجعنا إلى أهلينا فخالطناهم، أنكرنا أنفسنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم " لو تدومون على ما تكونون عندي في الخلاء لصافحتكم الملائكة حتى تظلكم بأجنحتها عيانا، ولكن ساعة وساعة» (٢) .

وعن حنظلة الأسيدي رضي الله عنه وكان من كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لقيني أبو بكر فقال: كيف أنت يا حنظلة؟ قال: قلت: نافق حنظلة، قال سبحان الله، ما تقول؟ قال: قلت: نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر بالنار والجنة حتى كأنها رأي عين، فإذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات فنسينا كثيرا. قال أبو بكر: فوالله إنا


(١) رواه البخاري (الزكاة- ١٤٦٥) ومسلم (الزكاة- ١٢٣) .
(٢) رواه أبو يعلى في مسنده (٢ / ٧٨٦) من طريق محمد بن مهدي الأيلي ثنا عبد الرزاق أنا معمر عن قتادة، عن أنس به، ومحمد هذا بيض له ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٨ / ١٠٦) ورواه ابن حبان (البر والإحسان- ٣٤٤) من طريق عبيد الله بن فضالة، ثنا عبد الرزاق بلا، وابن فضالة هذا ثقة، وأخرجه أحمد مر طريق ثابت البناني عن أنس، فتابع قتادة عليه (٣ / ١٧٥) فالحديث. . . يشهد له الحديث الذي بعده، وانظر: السلسلة الصحيحة (١٩٦٥) .

<<  <   >  >>