وأما الهدف القريب فقد يكون بإيصال فكرة محددة، كفكرة أن العبادة حق لله تعالى وحده على جميع العباد، أو أن التشريع تحليلا وتحريما حق الله تعالى وحده وأن له تعالى حق الطاعة فلا طاعة لغيره، كائنا من كان في معصيته سبحانه.
وقد تكون الفكرة في تجلية مفهوم إسلامي اختلط عند كثير من الناس، أو في توضيح حكم شرعي تهاون فيه كثير من الناس إلى غير ذلك.
وليكن الخطيب حكيما في ترتيب الأمور، إما بحسب أهميتها، وإما بحسب الظرف المناسب للبدء ببعضها دون بعض، ولا ضير عليه في التقديم والتأخير إذا كان ذلك ضمن خطة شاملة، وتسلسل في إيصال هذه الأفكار وتوضيحها للناس واحدة بعد الأخرى.
وإذا كان ذلك ضمن الهدف النهائي الذي يخطط ويعمل من أجل الوصول إليه، وعلى ضوء تحديد الهدف، فإن الخطيب يستطيع أن يقوم أداءه بين حين وآخر، ويحكم بالتالي على مدى نجاحه في تحقيق هدفه، وإلى أي قدر استطاع أن يصل من الهدف الذي يصبو إليه.
وغياب الهدف من خطبة الجمعة جعل بعض الخطباء يقف على المنبر منطفئ الحماسة، فاتر الهمة، وكأنه يلقي درسا معتادا على الناس منبتر الصلة عما قبله وعما بعده، فيفقد بهذا قوة تأثيره، وشدة انجذاب المخاطبين إليه، بل ربما أصاب الكثير منهم الملل، وقد يرى الخطيب بعض الحضور وهو نائم دون أن يكترث لذلك، وكأنه شيء مألوف لا غرابة فيه.
ج- تحديد مدة الخطبة: على ضوء تحديد موضوع الخطبة، وتحديد الهدف الذي يرمي إليه الخطيب يستطيع أن يحدد المدة المناسبة لهذه الخطبة، بحيث لا تتجاوز القدر المقبول، ويستوفي الكلام فيها على الموضوع، وخير الخطب في هذا الشأن ما كانت وافية