وفي ٨ نوفمبر سنة ١٩٨٩ ميلادية أطلقت وكالة الفضاء الأمريكية مركبة فضائية باسم مكتشف الخلفية الإشعاعية للكون، وذلك في مدار على ارتفاع ستمائة كيلو متر حول الأرض بعيدًا عن تأثير كل من السحب والملوثات في النطق الدنيا من الغلاف الغازي للأرض، وقد قامت هذه المركبة الفضائية بإرسال ملايين الصور والمعلومات إلى الأرض عن آثار الدخان الأول الذي نتج عن عملية الانفجار العظيم للكون من على بعد عشرة مليارات من السنين الضوئية، وهي حالة دخانية معتمة سادت الكون قبل خلق الأرض والسماوات، فسبحان الذي أنزل من قبل ألف أربعمائة سنة قوله الحق:{ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ}.
دخانية السماء بعد الانفجار الكوني العظيم
أي: بعد فتق الرتق بعد التسليم بحقيقة توسع الكون وبرد ذلك التوسع إلى الوراء مع الزمن، حتى الوصول إلى جرم ابتدائي واحد متناهٍ في الضآلة حجمًا إلى الصفر، أو ما يقرب من العدم، ومتناه في الكثافة والحرارة إلى حد لا يكاد العقل الإنساني أن يتخيله؛ لتوقف كل قوانين الفيزياء المعروفة عند مرحلة الرتق، وبعد التسليم بانفجار هذا الجرم الابتدائي مرحلة الفتق في ظاهرة كونية يسميها العلماء الانفجار الكوني الكبير بدأ كل من علماء الفلك والفيزياء الفلكية والنظرية في تحليل مسار الأحوال الكونية بعد هذا الحدث الكوني الرهيب، ومع إيماننا بأن