(تابع: أهم الكتب الت ي عُنيت بالتفسير العلمي - المعارضون للتفسير العلمي)
نماذج من تفسير الشيخ طنطاوي جوهري في كتابه (الجواهر)
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
فقد تعرضنا إلى كتاب "الجواهر" للشيخ طنطاوي الجوهري، وبينا طريقة المؤلف في هذا التفسير.
سنعرض نماذج من بعض ما جاء في هذا التفسير، فمثلًا عندما تعرض لقوله تعالى في سورة البقرة:{وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ}(البقرة: ٦١). نجده يقول الفوائد الطيبة في هذه الآية، ثم يأخذ في بيانِ ما أثبته الطبُّ الحديث من نظريات طبية، ويذكر مناهج أطباء أوروبا في الطب، ثم يقول:"أو ليست هذه المناهج هي التي نحا نحوها القرآن، أوليس قوله:{أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ} رمزًا لذلك، كأنه يقول: العيشة البدوية على المن والسلوى، وهما الطعامان الخفيفان اللذان لا مرض يتبعهما مع الهواء النقي، والحياة الحرة أفضل من حياةٍ شقيةٍ في المدن بأكل التوابل واللحم، والإكثار من ألوان الطعام مع الذلة، وجور الحكام والجبن وطمع الجيران من الممالك فتختطفكم في حين غفلة، وأنتم لا تشعرون. بمثل هذا ت تُفسر هذه الآيات بمثل هذا فيلفهم المسلمون كتاب الله".
وعندما تعرض لقوله تعالى:{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَة}(البقرة: ٦٧) الآيات إلى آخر القصة. نجده يعقد بحثًا في عجائب القرآن وغرائبه فيذكرُ ما انطوت عليه هذه الآيات من عجائب، ويذكر فيما يذكر علم تحضير الأرواح فيقول: "وأما علم تحضير الأرواح فإنه من هذه الآية استخراجًا،