من الملاحظات العلمية المتوفرة يبدو والله تعالى أعلم أن تخليق العناصر المختلفة لعملية الاندماج النووي لنظائر كل من غاز الإدروجيين، والهليوم قد بدأت منذ اللحظات الأولى للانفجار الكوني الكبير، أو فتق الرتق، وبدأت بتدرج يتفقوا مع ترتيب العناصر في الجدول الدوري الخاص بها؛ بمعنى أن العناصر الخفيفة بدأت في تخلقها قبل العناصر الثقيلة، وأن العناصر الثقيلة لا بد وأنها قد تكونت في داخل النجوم الشديدة الحرارة من مثل المستعرات، أو في أثناء انفجارها؛ أي: في مراحل ما يسمى باسم المستعرات العظمى.
ومن الاكتشافات الحديثة أن المادة لها أضدادها، وأن كل جزيء جسيم من الجسيمات الأولية المكونة لذرات المواد له جسم مضاد بنفس الكتلة، ولكنه يحمل شحنة مضادة، وذلك من مثل البروتون، وأضداد البروتون، والنيترون، وأضداد النيترون، والإلكترون وضده، أو النيزترون وضده، وأن نوى الذرات تتكون من جسيمات دقيقة تسمى البريونات من مثل البروتونات، والنيترونات، وأن هذه أيضًا لها أضدادها وهكذا، وعند التقاء أي جسيم من جسيمات المادة وضده، فإنهما يسميان ويتحولان إلى طاقة على هيئة أشعة جاما، حسب القانون الطاقة الناتجة تساوي الكتلة في مربع سرعة الضوء.
وقد ثبت علميًّا أن المادة وأضدادها على مختلف المستويات قد خلقت بكميات متساوية عقب عملية الانفجار الكوني، مما يؤكد حقيقة الخلق من العدم، وإمكان الإفناء إلى العدم.
وفي سنة ١٩٨٠ ميلادية منح كل من جيمس وكولونيل وزميله قال فيتش جائزة نوبل في الفيزياء لإثباتها بالتجربة القابلة للتكرار والإعادة أن إفناء بعض