وكل قضية من هذه القضايا تحتاج إلى معالجة خاصة، لكن حديثنا كما يقول الدكتور زغلول النجار سوف يقتصر على النقطة التاسعة؛ وهي قوله تعالى:{وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ}(الحج: ٧٣).
أقوال المفسرين في تفسير الآية، والدلالات العلمية فيها
ذكر ابن كثير -رحمه الله- ما مختصره: يقول تعالى منبه ً اعلى حقارة الأصنام وسخافة عقول عابديها: يا أيها الناس ضرب مثل لما يعبده الجاهلون بالله والمشركون به فاستمعوا له؛ أي أنصتوا وتفهموا، إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذباب ًا ولو اجتمعوا له؛ أي لو اجتمع جميع ما تعبدون من الأصنام والأنداد على أن يقدروا على خلق ذباب واحد ما قدروا على ذلك.
ثم قال تعالى أيضا:{وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ} أي هم عاجزون عن خلق ذباب واحد، بل أبلغ من ذلك عاجزون عن مقاومت هـ والانتصار منه، ولو سلبها شيئا من الذي عليها من الطيب أو من الطعام ثم أرادت أن تستنقذه منه لما قدرت على ذلك، هذا والذباب من أضعف مخلوقات الله وأحقرها، ولهذا قال تعالى:{ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ}.