وحداته، وهو ما يشهد للخالق بالوحدانية المطلقة فوق كافة خلقه بغير شريك، ولا شبيه، ولا منازع.
- وحدة القوى في الكون:
يوحد علماء الفيزياء النظرية بين كل من القوى الكهرومغناطيسية والقوى النووية القوية والضعيفة فيما يسمى بنظرية التوحد الكبرى، والتي تعتبر تمهيدًا لنظرية أكبر توحد بين كافة القوى الكونية في قوة عظمى واحدة، تشهد لله الخالق بالوحدانية المطلقة.
وعن هذه القوة العظمى انبثقت القوى الكبرى الأربع المعروفة في الكون: قوة الجاذبية القوة الكهرومغناطيسية، وكل من القوتين النوويتين الشديدة والضعيفة مع عملية الانفجار الكوني الكبير مباشرة الفتق بعد الرتق.
وباستثناء الجاذبية، فإن القوى الكونية الأخرى تصل إلى نفس المعدل عند مستويات عالية جدًّا من الطاقة تسمى باسم الطاقة العظمى للتوحد.
ومن هنا فإن هذه الصور الثلاث للطاقة تعتبر ثلاثة أوجه لقوة واحدة لا يستبعد انضمام الجاذبية إليها، باعتبارها قوة ذات مدى طويل جدًّا تتحكم في أجرام الكون، وفي التجمعات الكبيرة للمادة.
ومن ثم يمكن نظريًّا غض الطرف عنها من قبيل التبسيط عندما يكثر التعامل على الجسيمات الأولية للمادة، أو حتى مع ذرات العناصر.
وهذه الصورة من وحدة البناء في الكون، ووحدة صور الطاقة فيه، مع شيوع الزوجية في الخلق هي شهادة الكون لخالقه للتفرد بالوحدانية المطلقة فوق كثافة خلقه بغير شبيه ولا شريك ولا منازع، وصدق الله العظيم إذ يقول:{وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}(الذاريات: ٤٩).
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.