ويدور المحور الرئيسي لسورة البقرة حول قضية التشريع الإسلامي في العبادات والأخلاق والمعاملات، وإن لم تغفل قضية العقيدة الإسلامية؛ لأنها صلب الدين، كذلك حددت السورة الكريمة صفات كل من المؤمنين والمنافقين والكافرين، وسجلت قصة خلق الإنسان بدءا بآدم وحواء -عليهما السلام- وأشارت السورة إلى عدد من أنبياء الله ورسله منهم إبراهيم وولده إسماعيل وحفيده يعقوب، ومن نسله موسى وداود وسليمان وعيسى بن مريم على نبينا وعليهم من الله السلام.
وبتفصيل بلغ أكثر من ثلث السورة تناولت سورة البقرة قضية أهل الكتاب وموقفهم من الرسالة الخاتمة، ومن النبي والرسول الخاتم -صلى الله عليه وسلم- وختمت بإقرار حقيقة الإيمان وبدعاء يهز القلب والروح والوجدان، على لسان العبد مناجيا ربه -سبحانه- بما يجب أن يقول فيقول:{رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}(البقرة: ٢٨٦).
ويمكن إيجاز أهم معطيات سورة البقرة فيما يلي:
من التشريعات الإسلامية في سورة البقرة؛ فصلت سورة البقرة أحكام الأسرة المسلمة من الخطبة إلى الزواج والإنجاب والطلاق في بعض الحالات والمتعة والرضاع والعدة وغيرها، وأمرت باعتزال النساء في المحيض، ونهت عن نكاح المشركات والمشركين حتى يؤمنوا، وعددت المحرمات من الطعام من مثل الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به، فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه. كما حرمت كلا من الخمر والميسر.