للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المعنى بين أجزائه وقال ابن الجوزي: "أي يضم بعضه إلى بعض فيجعل القطع ال متفرقة قطعة واحدة "، ولكي تتم هذه الخطوة وهي الانتقال من مرحلة الإزجاء لقطع السحب إلى مرحلة التأليف يحتاج الأمر إلى وقت؛ ولذلك نرى أن الحرف الذي استعمل في القرآن للدلالة على هذه العملية هو حرف العطف " ثم " الذي يدل على الترتيب مع التراخي في الزمن ثم يؤلف بينه.

{ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا}، الركم في اللغة: يأتي بمعنى إلقاء الشيء بعضه فوق بعض كما قال ابن فارس، وكذا ابن منظور: "الركم جمعك شيئًا فوق شيء حتى تجعله ركامًا مركومًا كركام الرمل والسحاب ونحو ذلك من الشيء المرتكم بعضه على بعض وقال الأصفهاني: "والركام ما يلقى بعضه على بعض وقال الجوهري: "ركم الشيء يركمه إذا جمعه وألقى بعضه على بعض ومن المفسرين قال الطبري: "يعني متراكما بعضه على بعض وقال ابن كثير: "أي يركب بعضه بعضًا"، وبمثلهما قال القرطبي والزمخشري وأبو السعود وابن الجوزي والشوكاني والبيضاوي والخازن والنسفي. وهذه المرحلة الثالثة من مراحل تكوين السحاب الركامي المذكور في الآية الكريمة تبين أن الانتقال إليها من المرحلة السابقة يحتاج كذلك إلى زمن؛ لذلك كان استعمال حرف العط ف الدال على الترتيب مع التراخي في الزمن وهو حرف العطف " ثم ".

قوله: {فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ} الودق هو المطر عند جمهور المفسرين كما قال الشوكاني والقرطبي، {خِلَالِهِ}؛ أي من فتوقه ومخارجه، قال بهذا التفسير الزمخشري وأبو حيان والشوكاني والبيضاوي وأبو السعود والنسفي. وقال القرطبي: "خلال جمع خلل مثل جبال وجبل، وهي فرجه ومخارجه ومخارج القطر منه". {وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ} قال أبو السعود: "وينزل من السماء من الغمام فإن كل ما علاك سماء"، قوله: {مِنْ جِبَالٍ فِيهَا}؛ أي من

<<  <   >  >>