((ومرجتْ أمانات القوم وعهودهم)) اضطربت واختلطت"، وجاء نفس المعنى في (الصحاح) للجوهري، و (لسان العرب)، وبذلك قال الزبيدي والأصفهاني.
{وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ} نتكلم عن البحر العذب والملح الأجاج.
البحر العذب هو النهر، وصفه القرآن الكريم بوصفين {عَذْبٌ} و {فُرَاتٌ}، ومعناهما أن ماء هذا البحر شديد العذوبة، ويدل عليه وصف {فُرَاتٌ}، وبهذا الوصف خرج ماء المصبّ، الذي يُمكن أن يقال: إن فيه عذوبة، ولكنه لا يُمكن أن يوصف بأنه فرات. وما كان من الماء ملحًا أجاجًا فهو ماء البحار، ووصفه القرآن الكريم بوصفين {مِلْحٌ} و {أُجَاجٌ}، {أُجَاجٌ} شديد الملوحة، وبهذا خرج ماء المصب؛ لأنه مزيج بين الملوحة والعذوبة، فلا ينطبق عليه وصف {مِلْحٌ أُجَاجٌ}.
وبهذه الأوصاف الأربعة تحدَّدت حدود الكتل المائية الثلاث:
١ - {هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ} ماء النهر.
٢ - {هَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ} ماء البحر.
٣ - {وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا}، البرزخ هو الحاجز المائي المحيط بالمصبّ.
- نأتي إلى الحجر المحجور:
الحِجر والحَجر هو المنع والتضييق، يُسمى العقل حجرًا؛ لأنه يمنع من إتيان ما لا ينبغي، قال تعالى:{هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ}(الفجر: ٥)، والسفيه يحجُر عليه القاضي من التصرف في ماله، فهو في ح ِ جر؛ أي: في ح َ جر والكسر أفصح،