ومقادير الكثافة وأنواع الأحياء المائية، ولقد كانت هذه الأسرار ثمرة رحلة علمية، استمرت ثلاثة أعوام، وهي تجوب في جميع بحار العالم.
وأقام الإنسان مئات المحطات البحرية لدراسة خصائص البحار المختلفة، فقرَّر العلماء أن الاختلاف في هذه الخصائص يفصل مياه البحار المختلفة بعضها عن بعض، لكن لماذا لا تمتزج البحار وتتجانس رغم تأثير قوتي المد والجزر، التي تحرك مياه البحر مرتين كل يوم، وتجعل البحار في حالة ذهاب وإياب واختلاط واضطراب إلى جوانب العوامل الأخرى التي تجعل مياه البحر متحركة مضطربة على الدوام، ولأول مرة يظهر الجواب على صفحات الكتب العلمية في عام ١٣٦١ هجرية ١٩٤٢ ميلادية، فقد أسفرت الدراسات الواسعة لخصائص البحار عن وجود خواص مائية تفصل بين البحار الملتقية، وتُحافظ على الخصائص المميزة لكل بحر من حيث الكثافة والملوحة والأحياء المائية والحرارة، وقابلية ذوبان الأكسجين في الماء، ويكون الاختلاط بين ماء البحار عبر هذه الحواجز بطريقة بطيئة، يتحوَّل معها الماء الذي يعبُر الحاجز، إلى خصائص البحر الذي دخل فيه.
وهكذا يحدث الاختلاط بين البحار الملحة، مع محافظة كل بحر على خصائصه وحدوده المحددة، لوجود تلك الحواجز المائية بين البحرين.
وأخيرًا تمكن الإنسان من تصوير هذه الحواجز المتحركة المتعرجة بين البحار العلمية عن طريق تقنية خاصة بالتصوير الحراري بواسطة الأقمار الصناعية.