ويقول الذهبي:"أظنه أراد بذلك صاحب (الجواهر) وذلك حيث يقول: وقد زاد الفخر الرازي صارفًا آخر عن القرآن هو ما يورده في تفسيره من العلوم الرياضية والطبيعية وغيرها، وقلده بعض المعاصرين بإيرادِ مثل هذا من علوم هذا العصر، وفنونه الكثيرة الواسعة، فهو يذكر فيما يسميه تفسير الآية فصولا طويلة بمناسبة كلمة مفردة كالسماء والأرض يذكر من علوم الفلك والنبات والحيوان تصد قارئها عما أنزل الله لأجله القرآن".
يقول الذهبي:"وأخيرًا فهذا هو شيخنا العلامة الأستاذ الأكبر الشيخ محمد مصطفى المراغي -رحمه الله رحمة واسعة- نجده في تقريظه لكتاب (الإسلام والطب الحديث) لا يرضى عن هذا المسلك في التفسير رغم أنه مدح الكتاب، وأشاد بمجهود مؤلفه؛ وذلك حيث يقول: لست أريدُ من هذا -يعني ثناءه على الكتاب ومؤلفه- أن أقول: إن الكتاب الكريم اشتمل على جميع العلوم جملةً، وتفصيلا بالأسلوب التعليمي المعروف وإنما أريد أن أقول: إنه أتى بأصولٍ عامة لكل ما يهم الإنسان معرفته به ليبلغ درجة الكمال جسدًا وروحًا، وترك الباب مفتوحًا لأهل الذكر من المشتغلين بالعلوم المختلفة ليبينوا للناس جزئياتِهَا بقدر ما أوتوا منها في الزمان الذي هم موجودون فيه. وفي موضع آخر يقول: يجب أن لا نجر الآية إلى العلوم؛ كي نفسرها، ولا العلوم إلى الآية، ولكن إن اتفق ظاهر الآية مع حقيقةٍ علميةٍ ثابتة فسرناها بها، ومن هذا كله يتبين أن التفسير العلمي في العصر الحديث إن كان قد لقي قبولا ورواجًا عند بعض العلماء؛ فإنه لم يلق مثل هذا القبول والرواج عند كثير منهم، وقد علمتَ فيما سبق أي الرأيين أقرب إلى الحق وأحرى بالقبول". هكذا يقول الذهبي.