سنوات حتى انتشرت تلك الفتوى في صفوف المسلمات انتشار النار في الهشيم، وأصبحت القاعدة العريضة، وما عداها شذوذ وتنطع وغلو.
ثم تلا السفور ما تلاه من تهتك وعري، وفساد في الأخلاق والسلوك، تلاه فساد في التصور.
وجربت المرأة المسلمة في كثير من بلاد المسلمين كل ما دعيت إليه من انحلال وتوابعه، ثم فاقت - في كثير من البلاد - من غفوتها، وذهب عنها طيش صدمتها، فآبت إلى ربها، وعادت إلى حجابها، وتمسكت به بقوة وإدراك، في البلاد التي خرجت منها الدعوة إلى السفور، فجن جنون دعاة التهتك، وبذلوا ما في وسعهم من تعسف وبطش لمنع انتشار الحجاب فخابت مساعيهم، كما خابت مساعي سلفهم من المستعمرين، فرجعوا إلى استخدام الضربات الداوودية، وذلك باستعداء من يفتي ويكتب باسم الدين ضد الحجاب، فكان من تلك الضربات: كتاب " تذكير الأصحاب بتحريم النقاب" ولكنها ضربة متأخرة، كان نصيبها كنصيب شتم ذلك الغلام الذي قال: أوسعتهم شتما وأودوا بالإبل.
ومع ذلك فقد تصدى لهذه الضربة المتأخرة من ألقم صاحبها حجرا، بل حجارة، وبين عوار دعواه، ووضع الأمور في نصابها، وهو مؤلف كتابنا " بل النقاب واجب" وهو صاحب خبرة في هذا الباب، وتتبع لقضاياه السالفة والحاضرة، وألف فيه كتابه " عودة الحجاب" الذي يقع في ثلاثة مجلدات.