حرصت على ترجمة هذا الكتاب، لكونها طالما اشتاقت إلى مطالعة كتاب يشرح أخلاق المرأة وطبائعها وسجاياها، ويشرح ذلك شرحا علميا وافيا، وأنها وجدت بغيتها في هذا الكتاب، وهو مجموعة محاضرات ألقاها هنري ماريون الأستاذ في كلية الآداب في باريس، وهو من الأخصائيين في فنون التربية، لا سيما تربية البنات.
ثم ختمت مقدمتها بأن هذا الكتاب لن يرضي فريقين، هما: فريق من الرجعيين، لكون المؤلف تسامح في شأن المرأة، وفريق من النساء، لكون المؤلف وصفهن ببعض الصفات التي تتصف بها المرأة.
قسم المؤلف كتابه ثلاثة عشر فصلا: أولها: جعله تمهيدا للكتاب، تحدث فيه عن مباحث الكتاب، ومصادره، وروحه، حيث ذكر أنه لتبين التربية الملائمة لمخلوق ما فإنه يجب أن ننظر إلى مواهبه الراهنة، ومواهبه الكامنة، وما عسى أن تكون عليه بعد ذلك، وهذا غرض هذا الكتاب.
ثم ذكر أن أخلاق المرأة تقف على عاملين أساسيين، هما: حالتها الاجتماعية في العصور السابقة، لكون منازعها ترجع إلى طريقة تربيتها على ممر الأجيال، والعامل الآخر: تكوين أعضائها، ووظائفها الحيوية، وهذا أشد أثرا من العامل الأول، لذلك لا بد من دراسة هذين العاملين قبل استكمال مباحث الكتاب.
بعد ذلك، شرع المؤلف في استعراض بعض الصور التاريخية للمرأة في المجتمع، وحاول من خلال هذا الاستعراض استنتاج كيف