للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تخصصت المرأة في أعمالها التي تمارسها الآن، من اهتمام بشئون منزلها ورعاية أطفالها وتربيتهم، وأن هذا التطور الذي حدث للمرأة يرد على دعاوى القائلين بمماثلة المرأة للرجل، وأن هذه المقولة مخالفة للطبيعة، ومضادة لمجرى التقدم البشري، وأنه لا يمكن تعليل نشوء العادات وسن الشرائع على صورها التي عهدها الناس إن لم يكن لها في الطبيعة مصدر تستوحيه وأساس تقوم عليه.

ثم ذكر مصادره في كتابه، وهي كتب الأخلاقيين، وكتب علماء وظائف الأعضاء، وآثار الأدباء، وأقل هذه الكتب شأنا - عند الكاتب وهو حق - كتب القديسين الذين نصبوا العداء للمرأة وهاجموها وحذروا منها.

ثم تحدث عن الروح العامة التي سار عليها في كتابه، وهي: اعتبار أن المرأة كائن كالرجل، له غاية من وجوده يدأب لبلوغها، وأن اختلافها في تكوينها الجسدي لا ينقص من قيمتها، بل هو لأدائها عملها الذي خلقت من أجله، وأنها والرجل الشطران اللذان يؤلفان الإنسانية، وبهذا تكون مشتركة مع الرجل في كونها إنسانا لها من الحقوق البدهية ما له، وعليها من الواجبات الأولية ما عليه (١) .

الفصل الثاني: حالة المرأة الاجتماعية في الماضي، استعرض فيه وضع المرأة في مدنيات سابقة، واستخلص منها ازدياد التخصص في عمل الرجل المرأة كلما ازداد تقدم الإنسان، فذكر وضع المرأة المصرية


(١) وهذا عين ما أعطاها الإسلام، بل زاد على ذلك بأن جعلها سكنا للرجل، بل وأعطى الأم من الحقوق ما لم يدر بخلد واحد من الغربيين المنادين بنيل المرأة حقوقها.

<<  <  ج: ص:  >  >>