تستمر الحياة الزوجية دهرا طويلا دون وقوع مشكلات، لذلك فإنه لا بد من السعي لحلها، وأن لا نلجأ إلى الطلاق ونحن نستطيع أن نصلح بين الزوجين، لذلك فإن الواجب على الزوج إذا وقع النشوز من قبل زوجته أن يسعى للتعرف على سببه، فإن عرف السبب سعى لحله، فإن استعصت عليه الزوجة وأبت إلا نفورا، فعليه اتباع ما أمر الله تعالى به من: وعظ وإرشاد، وهذه المرحلة الأولى للعلاج، فيذكرها بالله ويخوفها منه، فإن لم تتعظ هجرها، وهذه المرحلة الثانية، والهجر: عدم مضاجعتها، وترك محادثتها وعدم الاتصال بها، شريطة أن لا يدم ترك المحادثة ثلاثة أيام، أما ترك الاتصال بها ومضاجعتها فراجع إلى الزوج، شريطة إلا يزيد عن أربعة أشهر، والمرحلة الثالثة: الضرب، وهو الضرب الذي لا يكسر سنا ولا عظما، ولا يسيل دما، لكنه ضرب إصلاح وتأديب، وهو غير الشديد الشاق.
أما إذا كان النشوز من جانب الزوج، فحكمها حكم الزوج في المرحلة الأولى، وهي الوعظ والإرشاد، ثم الاصطلاح، ولو بالتنازل عن بعض من حقوقها في سبيل بقاء الحياة الزوجية.
وإذا وقع النشوز من الزوجين معا، فإن الحاكم أو القاضي يقوم بدور الوعظ والتذكير، فإن لم يجد ذلك معهما جعلهما بقرب قوم أو رجل صالح يعرف أحوالهما عن قرب، ويسعى لإصلاحهما، فإن تعذر عليه الإصلاح بعث حكما من أهل الزوج وحكما من أهل الزوجة، إن أمكن، وإلا فمن قوم صالحين يعرفهم الحاكم، ثم ذكر المؤلف أدلة ذلك، وشروط الحكمين، ومهمتهما، فإن عجزا عن الإصلاح فرقا