للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للمرأة -بالدرجة الأولى - من الابتزاز والإذلال، وحفظا للمجتمع أن يقع في الرذيلة. ثم تحدث عن خروجها لطلب العلم، وضوابط ذلك، وضرورة التفريق بين مناهج الرجال والإناث، وخروج المرأة للجهاد، وميدانها هناك، ثم ذكر فتوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز في خروج المرأة للعمل، وبها ختم الكتاب.

والكتاب مفيد جدا، أجاد المؤلف في ترتيبه، وأحسن في عرض مواده، وأكثر من الاستشهاد بأقوال عقلاء الغربيين -الذين ما يزال ضعاف النفوس والعقول من أبنا جلدتنا يرونهم قدوات لهم، وينادون بالسير في ركابهم -وكيف كوتهم نار الانحلال، بل أحرقتهم، وأصبحوا يصرخون من ويلاتها، وخير عارض لوصف بلية من وقع فيها وهذه البلايا قد وقع فيها الغربيون، وأيقنوا أنهم قد ضلوا الطريق، وتورطوا ببعدهم عن المنهج الحق، وأن هذه المدينة الزائفة التي يعيشون فيها مدنية جاهلية، لا وزن فيها للدين والخلق الكريم، وأنهم يتخبطون في دياجير ظلام لا يعرفون له نهاية.

والكتاب جيد في إقناع من بهرهم بهرج المدينة الغربية الزائف، أن حياة الغربيين ليست كما يظن، وأن السعادة كل السعادة في العيش تحت ظل الإسلام إيمانا وعملا، وأن الإسلام -وحده فقط - هو الذي أعطى الرجل مكانه الحق اللائق به، وأعطى المرأة مكانها الحق اللائق بها؛ لأنه تنزيل من العليم الخبير بما يصلح شئون خلقه، قال تعالى: {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك: ١٤] (١) . والكتاب -كذلك- إخراس لأفواه دعاة تهتك المرأة؛ لأنه إثبات -للجميع - أن ما ينادي به هؤلاء -من الرقي لا يأتي إلا بتقليد الغرب في كل شيء - خطأ محض، وأن هؤلاء القدوات المزعومة، والأصنام المنصوبة تصرخ وتولول من وضعها، وتتمنى أن تخرج من المأزق الذي هي فيه.


(١) سورة الملك الآية ١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>