ونقله ابن هشام وابن مالك وأبو حيان وغيرهم, وأوضحته في شرح شواهد التوضيح.
و(الكفل) بالكسر, (الذي لا يثبت على الخيل) , أي لا يستقر على ظهورها لعدم معرفته بركوبها, والخيل اسم جمع لا واحد له من لفظه, وسيأتي تحقيقه في بابه, ويطلق الكفل أيضًا على الرجل الذي يكون في مؤخر الحرب, همته التأخر والفرار, وكلاهما وصف قبيح, واقتصر الجوهري على ما للمصنف, وزاد المجد المعنى الثاني, والله أعلم.
و(الأميل) أفعل من الميل, (نحوه) , أي: مثل الكفل في معناه ودلالته على الشخص الذي لا يثبت على الخيل, وجمعه: ميل, وأنشدني غير واحد:
لم يركبوا الخيل إلا بعد ما هرموا ... فهم ثقال على أكتافها ميل
وقال كعب في لاميته المشهورة:
زالوا فما زال أنكاس ولا كشف ... عند اللقاء ولا ميل معازيل
قلت: الأنكاس جمع نكس بالكسر, وهو الرجل الضعيف القول, المهين الذي لا رأي له ولا تدبير, شبهوه بالنكس من السهام, والكشف بضمتين, الثانية إتباع لأن الأصل فيه سكون الثاني, لأنه جمع أكشف كأحمر وحمر. والأكشف الذي ليس معه ترس في الحرب. والميل: جمع أميل, وهو الذي لا يثبت على السرج ولا يحسن الركوب. والمعازيل جمع معزال, وهو الذي لا سلاح معه, جاءوا به على مفعال للمبالغة, ويقال له الأعزل, كما يأتي للمصنف, وهو الأشهر في الاستعمال والله أعلم.