المجد وغيره. و «الصحب»: اسم جامع لصاحب كما اختاره سيبويه وغيره, والمراد به من اجتمع به صلى الله عليه وسلم مؤمنًا, ومباحثه مشهورة.
ولما حمد الله تعالى, وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم, ذكر بعض أوصاف مصنفه كغيره من المصنفين, فقال:(هذا) هو في الأصل اسم إشارة للقريب, وقد يؤتى به لفصل الخطاب, نظير «أما بعد» , وكثيرًا ما يستعمله الفصحاء في مخاطباتهم ورسائلهم, وقد خرجوا عليه قوله تعالى:{هذا وإن للطاغين لشر مآب}. وقاله الزمخشري في قوله:{هذا ذكر} , قال في الكشاف: لما أجرى ذكر الأنبياء وأتمه, وهو باب من أبواب التنزيل ونوع من أنواعه, وأراد أن يذكر على عقبه بابًا آخر, وهو ذكر الجنة وأهلها, قال:{هذا ذكر} , ثم قال:{وإن للمتقين} كما يقول الجاحظ في كتبه: هذا باب ثم يشرع في باب آخر. ويقول الكاتب إذا فرغ من فصل في كتابه وأراد الشروع في باب آخر: هذا, وقد كان كيت وكيت, والدليل عليه أنه لما أتم ذكر أهل الجنة وأراد أن يعقبه بذكر أهل النار قال:{هذا وإن للطاغين}. وأشار لمثله السكاكي في المفتاح والخطيب القزويني في التلخيص والإيضاح, ونبه عليه السعد, والسيد, والعلامة الشيرازي, والطيبي, وابن الأثير وغيرهم. ثم اختلفوا في المشار إليه بمثل هذه الإشارة الواقعة في أوائل الكتب وفي أوائل الأبواب, هل هو الألفاظ الموجودة ووضعوا الخطبة والإشارة بعد الفراغ من الكتب والباب مثلًا, أو ما تخيله المصنف في خزانة حسه وجعله كالشيء الظاهر, أو غير ذلك من الوجوه التي ذكرها شراح كتاب