سيبوية, وقد ذكر غالبها ابن هشام في حواشيه على التسهيل, فقال: إنما قدر قبل الباب «هذا» لعدم صاحية غيره, ولأنهم لما يتممون التراجم يصرحون به, فإن قيل: كيف يشار إلى غير مشارٍ إليه؟ فأجاب الصفار بأنهم يضعون التراجم بعد الفراغ من المترجم عليه, وأجاب السيرافي بأنها وضعت غير مشار بها لتكون معدة للإشارة عند الحاجة إلى ذلك. ورده الفارسي في التذكرة بأنه يقتضي إعرابها, وأجاب أبو الفتح بن جني بأن الشيء إذا سلب وصفه فالأكثر أن يبقى عليه حكمه كباب «التسوية» فإنه بقيت عليه الصدرية ولا يخرج عن ذلك إلا قليلًا, وأجاب آخرون بأنه أشار لما في نفسه من العلم, وذلك حاضر عنده. وقال آخرون: أشار إلى الباب مع أنه غائب لأنه متوقع قريب, ومثله, «هذه جهنم» وليست بالحاضرة, ولكن لقرب الساعة جعلت كالموجودة, ومثله:{أتى أمر الله} أي, يأتي: انتهى. قلت: وكلام الفارسي الذي أشار إليه نصه في التذكرة ما ذكره بعضهم من أن «هذا» في أوائل الأبواب, إنما وضع غير مشار به ليشار به إذا وجد ما أريد من الإشارة إليه - خطأ لا وجه له, ولو جاز أن يخلوا عن معنى الإشارة مع تضمنه معنى حرفها الموجب للبناء فيها, لجاز أن يخلو «كيف» من الدلالة على الحال, و «أين» من الدلالة على المكان, و «هو» و «أنا» من المكنى الذي يدلان عليه, وإنما معناه التقريب وتنزيله بذلك منزلة ما حضر ولم يبعد متناوله, وتمثيلهم هذا بقولهم: هذا ما شهد عليه الشهود, وإن ذلك لم يكتب, ولم يشهدوا بعد, لا يدل على هذا, وإنما هذا بمنزلة قولهم:«قد قامت الصلاة» , يقال هذا ولم تقم بعد, يراد بها أنها من قرب إقامتها بمنزلة ما قد وقع وأقيم, وإنما وضع لفظ الماضي, والمعنى للاستقبال. قلت: أوردت هذا