الكلام لشدة الاحتياج إليه مع ندوره وقلة وجوده في الدواوين المتداولة, والمختار عند المحققين الإشارة إلى ما في نفسه من العلم تنزيلًا له منزلة المحسوس المشخص, والله أعلم.
وقوله:«هذا» مبتدأ, خبره قوله:(كتاب) , هو في الأصل مصدر كتب كنصر كتبًا بالفتح, وكتابةً وكتابًا بكسرهما: إذا خط, ثم صار يستعمل بمعنى المكتوب, كاللباس بمعنى الملبوس. وقوله (مختصر) صفة كتاب, أي: وجيز جامع للمعاني الكثيرة في الألفاظ اليسيرة. قال النووي في «تهذيب الأسماء واللغات»: اختلفت عبارات الفقهاء في معنى المختصر, فقال الأسفراييني: حقيقة الاختصار ضم بعض الشيء إلى بعض, قال: ومعناه, عند الفقهاء رد الكثير إلى القليل, وفي القليل معنى الكثير, وقيل: هو إيجاز اللفظ مع استيفاء المعنى, وقال صاحب الحاوي: قال الخليل, ما دل قليله على كثيره يسمى اختصارًا لاجتماعه قلت: في عبارة الخليل نوع تسامح, وكون الاختصار بمعنى الإيجاز هو المشهور المتداول بين الجمهور, وقد حكى التفرقة بينهما الشيخ خالد في الباب الرابع من شرح القواعد,