للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا يجمع على أفعال إلا في ألفاظ محصورة ليس هذا منها. (وكذلك الرجع) بفتح الراء وسكون الجيم وعين مهملة (وجمعه رجعان) بالضم.

(والأضاة) بفتح الهمزة والضاد المعجمة كقناة: الغدير أيضًا, (والجمع إضاء وأضى, إذا كسرت الألف) أي الهمزة التي هي فاء الكلمة, جرى في ذلك على قانون الأقدمين الذين لا يفرقون بين الألف والهمزة, فأما المتأخرون فاصطلحوا على إطلاق الهمزة على المتحركة, والألف على الحرف الهاوي كما أشرنا إليه أولًا وبسطناه في شرح نظم الفصيح وغيره, أي إذا جعلت أوله مكسورًا (مددت) آخره, (وإذا فتحت) أوله أي جعلت الهمزة مفتوحة (قصرت) آخره, فعلى الأول هو جمع تكسير كعقبة وعقاب, وعلى الثاني اسم جنس جمعي كثمر وثمرة, قال السهيلي في الروض الأنف لما تكلم على «أضاة بني غفار» , وهي على عشرة أميال من مكة: والأضاة: الغدير, كأنه مقلوب من وضاة على وزن فعلة, واشتقاقه من الوضاءة بالمد وهي النظافة, لأن الماء ينظف, وجمع الأضاة إضاء. قال النابغة:

وهن إضاء صافيات الغلائل

وهذا الجمع يحتمل أن يكون غير مقلوب, فتكون الهمزة بدل واو م كسورة في وضاء. وقياس الواو المكسورة يقتضي الهمزة على تأصل الاشتقاق, ويكون الواحد مقلوبًا, لأن الواو المفتوحة لا تهمز, على أن لام الفعل غير همزة, ويجوز أن يكون الجمع أيضًا محمولًا على الواحد فيكون مقلوبًا مثله. ويقال أضاءة بالهمز, ويجمع أضاءة على إضين, قال أبو حنيفة:

<<  <   >  >>