للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العيدان, وهذا المثل يروى لزياد بنأبيه, قاله في نفسه ومعاويه, وذلك أن زيادًا كان على البصرة وكان المغيرة بن شعبة على الكوفة, فتوفي بها, فخاف زياد أن يولى مكانه عبد الله بن عامر, وكان زياد لذلك كارهًا, فكتب لمعاوية يخبره بموت المغيرة ويشير بولاية الضحاك بن قيس مكانه, ففطن له معاويةو فكتب له: قد فهمت كتابك, فليفرخ روعك أبا المغيرة, لسنا نستعمل ابن عامر على الكوفة, وقد ضممناها إليك مع البصرة, فلما ورد كتابه على زياد قال: «النبع يقرع بعضه بعضا» , فسار مثلًا في المتكافئين في الدهاء والمكر, وذهب قول معاوية: «ليفرخ روعك» مثلًا, أي يذهب فزعك, ويقال: «قد أفرخ روعك» بمعناه, قاله الميداني وغيره, وليفرخ وأفرخ بالخاء المعجمة من أفرخت البيضة إذا انفلقت عن الفرخ, يضرب لمن يدعى له أن يسكن روعه. قال أبو الهيثم: كلهم قال روعه بفتح الراء, والصواب ضم الراء, لأن الروع المصدر, والروع القلب. وقد سارت الأمثال بالنبع في أمور, منها: أنه لا يثمر حتى قال أبو عبادة:

وعيرتني سجال العدم جاهلةً ... والنبع عريان ما في غصنه ثمر

فقال الآخر يرد عليه:

وقال الوليد: النبع ليس بمثمرٍ ... وأخطأ, سرب الوحش من ثمر النبع

أي أن سهامه وقسيه يصطاد بها سرب الوحش كاملًا فهوثمره. وقد

<<  <   >  >>