يضرب مثلًا للشيء يفضل على أقرانه وأشكاله, وقالوا: أول من قال ذلك الخنساء بنت عمر بن الشريد, وذلك أنها أقبلت في الموسم فوجدت الناس مجتمعين على هند بنت عتبة بن ربيعة ففرجت عنها وهي تنشدهم مراثي في أهل بيتها, فلما دنت منها قالت: على من تبكين؟ قالت: أبكي سادة مضر. قالت: فأنشديني بعض ما قلت. فقالت هند:
أبكي عمود الأبطحين كليهما ... ومانعها من كل باغٍ يريدها
أبي عتبة الفياض ويحك فاعلمي ... وشيبة والحامي الذمار وليدها
الأبيات.
قالت: خنساء: «مرعى ولا كالسعدان» فذهبت مثلًا, ثم أنشدت تقول:
أبكي أبي عمرًا بعينٍ غزيرةٍ ... قليل إذا تغفى العيون رقودها
وصخرًا, ومن ذا مثل صخر إذا بدا ... بساحته الأبطال قبا يقودها
حتى فرغت من ذلك. وهي أول من قالت:«مرعى ولا كالسعدان». ومرعى خبر مبتدأ محذوف, أي هذا مرعى, أو هو مرعى, كأنهم قالوا: هذا مرعى جيد, وليس في الجود مثل السعدان, وقال أبو عبيد: حكى المفضل