من غلطه الواضح, وتقليده للكلام العامي الفاضح الذي يجل عنه من تجلى عى منصة التصنيف, وانتصب إمامًا مرفوعًا في محراب التأليف, والله أعلم. وقد نبهنا في غير كتاب على أن أسماء القدر كلها مؤنثة إلا المرجل كمنبر, وهو قدر من نحاس أو حجر, يقوم على رجل واحدة, فإنه مذكر كما نص عليه الزمخشري وغيره (سميت) هذه الآلات (محلات لأن من كانت معه حل) , أي: نزل (حيث شاء) من الأماكن, ولا يحتاج للقرب من أحد ليستعيرها, ولو قال: لأنها تحله أي: تنزله حيث شاء لإغنائها إياه عن العارية لكان أظهر في كونها محلات, والله أعلم. وذكروا من المحلات: الرحى.
قال الجوهري, قال أبو يوسف: المحلتان القدر والرحى, قال: فإذا قيل: المحلات, فهي القدر والرحى والدلو والشفرة والفأس والقربة, أي: من كانت عنده هذه الأدوات حل حيث شاء, وإلا فلابد له من أن يجاور الناس ليستعير منهم بعض هذه الأشياء. وأنشد:
لا يعدلن أتايون تضربهم ... نكباء صربًا صحاب المحلات
أي: لا يعدلن أتاويون أحدًا بأصحاب المحلات, فحذف المفعول وهو مراد, ويروى: لا يعدلن على ما لم يسم فاعله, أي: لا ينبغي. وزاد فيها المجد فقال في القاموس: المحلتان: القدر والرحى, والمحلات هما والدلو والقربة والجفنة والسكين [والفأس] والزند. فالجوهريل - وإن زاد الرحى