إلا أنه أسقط القداحة. والمجد استوفى ما لها وزاد الجفنة, وهذه الآلات كلها أكيدة كما قالوا, والله أعلم.
(والكرزين) بالفتح كما هو قضية القاموس لإطلاقه, وضبطه الجوهري بالكسر وهو الصواب لحكمهم على نونه بالأصالة, وليس لهم «فعليل» بالفتح, فإن كانت النون زائدة أمكن جواز الوجهين, والله أعلم. وفيه أربع لغات: كرزين بكسر الكاف والزاي المعجمة بينهما راء ساكنة وبعد التحتية نون, وبحذف التحتية كزبرج, وإبدال النون ميمًا فيهما, وأنشد الجوهري لجرير:
وفسره المصنف بقوله:(فأس عظيمة يقطع بها الشجر) وقال غيره: هي المسحاة. (والحدأة بفتح الحاء) والدال المهملتين والهمزة وهاء تأنيث: (الفأس التي لها رأسان) , وجمعها حدأ بغير هاء, قاله الأصمعي, وأنشد للشماخ يصف إبلًا حداد الأسنان:
يباكرن العضاة بمقنعاتٍ ... نواجذهن كالحدأ الوقيع
ونقله الجوهري وغيره, (وأما الحدأة بالكسر) كعنبة (فهي هذا الطائر المعروف) الذي قالوا: أنه أخس الطير وأخطفه لأطعمة الناس, لكن حكى أبو حيان فيها الفتح وحكى ابن سيده في المحكم فيها المد, والمعروف ما ذكر المصنف كما أوضحته في شرح القاموس وغيره, والله أعلم.