للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يكن لآبائه شرف, ورجل حسيب: كريم بنفسه. قال: وأما المجد والشرف فلا يوصف بهما الشخص إلا إذا كانا فيه وفي آبائه. وقال الأزهري: الحسب: الشرف الثابت له ولآبائه. قال: وقوله عليه السلام: «تنكح المرأة لحسبها» أحوج أهل العلم إلى معرفة الحسب, لأنه مما يعتبر في مهر المثل. فالحسب الفعال له ولآبائه, مأخوذ من الحساب وهو عد المناقب, لأنهم كانوا إذا تفاخروا حسب كل واحد مناقبه ومناقب آبائه, ومما يشهد لقول ابن السكيت قول الشاعر:

ومن كان ذلك نسبٍ كريمٍ ولم يكن ... له حسب كان اللئيم المذمما

فجعل الحسب فعال الشخص مثل الشجاعة وحسن الخلق والجود, ومنه قوله: «حسب المرء دينه» وقد أشرت في شرح القاموس إلى أن بعض أئمة اللغة حقق أن الحسب يستعمل على ثلاثة أوجه: أن يكون من مفاخر الآباء كما هو رأي الأكثر, وأن يكون من مفاخر الرجل نفسه كما هو رأي ابن السكيت ومن وافقه, وأن يكون أعم منها كما في المغرب وغيره, والله أعلم.

(والماجد: الشريف) أي العالي القدر, صفة من مجد كنصر, ويقال

<<  <   >  >>