وقال وجمع الجحاجح جحاجحة, وإن شئت جحاجيح, والهاء عوض عن الياء المحذوفة, ولابد منها أو من الياء, ولا يجتمعان. قلت: ففي كلامه نظر من وجهين: أحدهما ادعاؤه أنه الجحاجيح بالياء أو الهاء جمع للجمع الأول, ولا قائل به, وصيغة منتهى الجموع لا تجمع مرة أخرى. والثاني: ادعاؤه أنه لابد من الياء عند فقد الهاء, وقد اتفقوا على جواز حذفها مطلقًا, وزيادتها مطلقًا, كمفاتيح وصياريف, وكلاهما من المبادئ, التي لا تخفى عن البادي فضلًا عن الشادي, وقد زدته تقريرًا في شرح القاموس, لأن بعضهم جاء به كالمعترض عليه بكلام لا يلتفت إليه. وقد أنشدني هنا شيخنا علامة العلوم اللسانية أبو عبد الله محمد بن الشاذلي حفظه الله شاهدًا قول الفرزدق:
ترى الغر الجحاجح من قريشٍ ... إذا ما الخطب بالحدثان هالا
قيامًا ينظرون إلى سعيدٍ ... كأنهم يرون به هلالا
(والأريب: العاقل) , قال في المحكم: أرب أرابة, فهو أريب: عقل, وأربت في الشيء: صرت ماهرًا فيه. وفي القاموس: أرب إربا كصغر صغرًا, وأرابة ككرامة: عقل, فهو أريب: وأرب كفرح, والعاقل: الشخص الذي قام