للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

للمصنف أن النواجذ أقصى الأضراس كما نقله الميداني عن بعض, وما صححه من الإطلاق, الصحيح خلافه كما يأتي, والله أعلم. ويروى: إنه لمنجد بالدال غير معجمة, أخذًا من النجد وهو المكان المرتفع, أو من النجدة وهي الشجاعة, أي: إنه مقوي بالتجارب.

(والمدره) بكسر الميم وسكون الدال وفتح الراء المهملتين آخره هاء كمنير, هو (الذي يكون رأس القوم) , أي رئيسهم وكبيرهم الذي يرجعون إليه, (ولسانهم) أي: كلمتهم النافذة, أو المتكلم عنهم في المحافل, واختلفوا في هائه: هل هي أصلية, وهو الذي مشى عليه كثير من اللغويين, أو مبدلة من الهمزة, وأصله من الدرء وهو الدفع, لأنه يدفع عنهم بلسانه, ثم قالوا: مدرًا, ثم أبدلوا من الهمزة هاء على غير قياس, وعليه مشى كثير من أهل الاشتقاق, وصنيع المجد نص في أصالة الهاء, لأنه إنما ذكره في باب الهاء, وإن كان الدره بالهاء معناه الدرء بالهمزة, فإنهما لفظان مستقلان لتصرف كل واحد منهما تصرفًا تامًا, وتمام التصرف في الكلمات يدل على الأصالة في الكل كما قاله ابن مالك وغيره. وادعاء القلب خلاف الأصل, على أنهم لم يذكروا «مدرأ» بالهمزة كما ذكروا «مدره» بالهاء, وإن كانت متفقة معنى وتصرفًا, يقال: درأه كمنع, وعنه: أي دفع, وكذلك دره كمنع بالهاء, أي دفع, والله أعلم. وقد فسره المجد بأبسط مما قال المصنف, فقال: المدره كمنبر: السيد الشريف والمقدم في اللسان واليد عند الخصومة والقتال.

وفي الصحاح ما يقتضي أن الهاء بدل من الهمزة, لأنه قال: درهت عن القوم: دفعت عنهم مثل درأت, وهو مبدل منه نحو هراق الماء وأراقه. والمدرة: زعيم القوم, والمتكلم عنهم, قال لبيد:

<<  <   >  >>