وفيما ادعاه من القلب تأمل, وإن وافقه عليه كثيرون, وأغفل المجد التنبيه عليه, وقد أوضحته في شرح القاموس وغيره. وأنشدني شيخنا ابن الشاذلي, وسمعتها مرة من شيخنا الإمام الأعظم البارع أبي عبد الله محمد بن المسناوي دامت بركته:
وإني من قضاعة من يكدها ... أكده, وهي مني في أمان
ولست الشاعر السفساف فيهم ... ولكن مدره الحرب العوان
سأهجو من هجاني من سواهم ... وأصفح منهم عمن هجاني
(واللوذعي) بفتح اللام وسكون الواو وفتح الذال المعجمة وكسر العين المهملة آخره ياء مشددة للمبالغة في الوصف كما مر في الأريحي وأضرابه مما لحقته الباء للمبالغة, لا للنسب, كما أشرنا إليه من قبل, فسره بقوله:(الذكي القلب) أي المتوقده, من ذكت النار تذكو, كدعا, ذكًا وذكاءً بالمد, حكاه الزمخشري: إذا اشتد لهبها. والذكي من الناس: السريع الفطنة. وقد ذكى كرضي وسعى وكرم ذكاء بالمد. وقال بعض اللغويين: الذكاء حدة الفؤاد