أنظيف هو أم لا وهناك تضييف أو تعذيب فلم أطلب منه أكثر من تنوير المحل ليلاً ورفع باب الملقف ليدخل الهواء ففعل وأمر أن يرش في المحل حمض الفنيك كل يوم وأن ترفع مستيلة البراز كل يوم مرتين أو ثلاثاً وأن لا أمنع من شرب القهوة والدخان إن أردت وزاد الفضل بقوله إن كان معه نقود فبها أو لا فاستحضروا له ما يطلبه على حسابي ثم بادر بكتابة تلغراف إلى المسيو لوجريل النائب العمومي وجاءه رده بأن المسألة إدارية لا تخص بالمحاكم. ثم لا أنسى همة كل من اللورد كرومر (السير بارنج) وعطوفتلو حسين فخري باشا ناظر الحقانية إذ ذاك وعطوفتلو تجران باشا ناظر الخارجية كما لا أنسى الثناء على رجال الوزارة العظام والأصولي الماهر المستر سكوت مستشار الحقانية فما من رجل منهم إلا وله أثر يذكر في هذا الشأن وكأن ما جرى على ألسنهم سر من أسرا المحزون عليه أفندينا توفيق باشا فإنه لم يحدث نفسه بشيء من الضرر بالنسبة إلي وإنما كانت الأصوات تسمع حوله من غير فمه الطاهر تغمده الله تعالى برحمته ورضوانه وأضم لهذا كله الثناء والشكر لمحرري الجرائد المحلية المؤيد والوطن والمقطم والأهرام والفلاح والمحروسة والبسفور والفارد الكسندري والاجيبسيان غازت وغيرها من الجرائد التي أشفقت على هذا الضعيف فاستمالت القلوب إليه. ثم أني أشكر عناية إخواني الوطنيين واهتمامهم بي قبل السفر وعند العودة فرحين مهنئين بالنجاة والسلامة. أما فضلاء الشام وأمراؤه فقد ضمن لهم كتابي النحلة في الرحلة ما وجب لهم من الثناء وحسن الذكر. ولتكن هذه العجالة مقدمة شكر وفاتحة ثناء لأناس باعوا حياتهم ومظاهرهم بمجد خالد