[قصيدة مديح في الخديوي]
شكر النعم ومدح الهمم المحضرة الفخيمة الخديوية والعواطف العباسية أفندينا عباس مصر الثاني بلغه الله جميع الأماني.
بقلم العلامة الفاضل الشيخ سليمان العبد أحد مدرسي الأزهر الشريف
اصعد بعزمك فوق هام الفرقد ... وأحلّ مصرك في المقام الأصعد
فالنصر يقفو منك خير مقوم ... عوج الأمور بحسن رأي أرشد
لله موقفك الذي بهر الورى ... بسكينة وعزيمة لم تجحد
أيدت فيه حقوق ملكك بعد أن ... عبثت بها أيدي الزمان الأنكد
ونشرت من رمس الخمول أمانيا ... لولاك لم تنش ولم تتجدد
وقفت سيوف الهند وهي كليلة ... وحسام رأيك باتر لم يغمد
والناس بين مكبر ومهلل ... مما رأى ومعظم وممجد
يتفاخرون بعزمة المولى التي ... تستسهل الصعب القصي المقصد
ويرون في تأييد حقك ظافراً ... عنوان ما يمضي ثباتك في غد
قل للزمان وقل لأهليه اكتبوا ... تلك الفعال وقل لأوربا اشهدي
كشف اليقين من الأمور حجابها ... بعد الشكوك وضاء نهج المقتدي
فاسلم لمصر فأنت بدر سمائها ... لهداية الساري ورشد المهتدي
واجعل بلادك جنة محفوفة ... لا بالمكاره بل بمحض السودد
وانهض بعون الله في درج العلا ... وابن المآثر في حماك وشيد
فالله كاليء سدة وردت بها ... آمال هذا الملك أعذب مورد
والدهر خادمك الأمن مؤرخ ... نصر الخديوي دائم فليسعد
سنة ١٣١٠