عدوه شهادة. فقال له الله: يشهد عليك سمعك وبصرك يا ابن السماك. فقال: يا رب سمعي وبصري لا تجوز لهما عليّ شهادة. فقال له: ولم ذاك يا ابن السماك؟ فقال: يا رب لقولك في كتابك العزيز: {ولا تقف ما ليس له به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً}. فقال له الله عز وجل:
أشهد عليك أنا يا ابن السماك. فعند ذلك سكت قليلاً بالجواب مستحياً من هيبة الملك الوهاب ثم رفع رأسه وقال: يا رب يا من محبتك في قلبي متمكنة أنت حاكم أم عادل أم قاضٍ أم بينة؟ فعند ذلك قال الله عز وجل: إئتوا بعبدي إلى النار. فلما سحبته الملائكةُ التفت في الطريق، فقال الله: ما ألفتك يا عبدي؟ فقال: أرجو رحمتك يا ربي. فقال له الله: ولمَ ذاك يا ابن السماك؟ فقال: لقولك في كتابك العزيز: {ورحمتي وسعت كل شيء}، وقد سمعت من أبي عن جدي عن نافع عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عنك يا رب أنك قلت: من فعل معصية في دار الدنيا ثم تاب عنها فإني لا أفضحه بها يوم القيامة. فقال الله عز وجل: صدقت أنت وصدق أبوك وصدق جدك وصدق نافع وصدق النبي صلى الله عليه وسلم وصدق جبريل وصدقت أنا، يا ملائكتي إيتو بعبدي إلى الجنة لو كان عليه ذنوب مثل الجبال لغفرتها وأنا ذو الجلال أو كما قال اهـ.
(الأستاذ) فهذه عبارة وإن كان لها شواهد إلا أن اختلافها أكبر افتراء على الله تعالى وسنبين مضارها.
[هداية السائل إلى إنشاء الرسائل]
تأليف الشاب النبيه الفاضل السيد عبد الباسط الأُنسي البيروتي