وسائر في طريق خلفه أم ... تمشي على أثر الإصلاح لا الخلل
فالبس قصدك درع محتملاً ... وقع التقلب في الآفاق والدول
واطرد جوادك خلف الفضل مقتفياً ... آثار عثير مركوب الإمام على
وإن تأخرت في مضماره تعباً ... فحسب فسك أن تدنيك من قبل
ولا يغرنك يعبوب تؤوده ... طرداً وتُسْئدُه منا إلى زُحل
فليس بعد إمام المؤمنين يرى ... إمام فض تناهي الخلق في الأزل
ومنها في المديح
في كل كون رجال عز حصرهمُ ... وليس في كونه الزاهي سوى رجل
تمشى الشهام إلى الهيجا مدرعة ... فيطرد النهد فوق الهام والتُلُل
يلقى المسيءَ ويدينه فيتركه=من سكرة الحلم مثل الخائف المذل
منزه النفس عن شر فما بدرت ... من اصغريه دواعي الظلم والبجل
ما سار قط لمظلوم على مهلٍ ... ولا تخطَّى لشانيه على عَجَل
ولاتبدَّى لذي الحاجات معتذراً ... ولا ترأَى لذي عين على زّلل
نالٌ على الخلق يغنيهم ويرشدهم ... بالطول والقول شأن المحسن الخَطِل
احيا النفوس بنطق سقطه حكم ... تدني الجهول من الإِغراب والمُثُل
أعواد منبره ترثي منابرنا ... بما علاها من الإفحام والخَطل
لم تحتكر يده إلا يراعته ... وذا الفقار ومنح الكسب والنفل