للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

طارت به الصحف في كل مكان وفاتهم إن الشرق ممتلئٌ بأديان تغاير الدين الإسلامي والآخذون بها أضعاف الآخذين بالاسلام ومع ذلك فإن تقهقرهم في المدينة والقوى العلمية أكثر من المسلمين بل لا نسبة بينهم وبين المسلمين في المدينة والألفة بين الناس ومعاشرة المغايرين لهم جنساً وديناً. فلو كان الإسلام مانعاً لرأينا الهند والصين في تقدم أوروبا وحالهم شاهدة بأنهم احط من المسلمين بدرجات. ودعوى الأوربي إن الإسلام سبب لحركات الشرق ضد الغرب أنه لا سكون للأفكار إلا بإعدام القرآن والآخذين به مدحوضة بالحروب المتواصلة بين دول أوروبا المسيحية من عهد الرومانيين إلى الآن وكلما كثرت مدنية دولة أوروبية كثر تفننها في آلات القتال والتدمير مع سكون الشرق هذه القرون الطويلة لا يتحرك إلا دفاعاً عن وطنه الموطؤ بأقدام أوروبا الملوثة بالدماء الشرقية. ولا يحركه إلا فتنة أوروبية ولا داعي لأوروبا في تحريك الممالك الشرقية إلا الطمع الملكي والتعصب الديني وإنما لشدة تمسك هذا الأوروبي بدينه كره ان ير ديناً غيره واحب أن يسمع صدى صوته في بلاده لتميل النفوس إلى رجل غيور على الدين. وقد كان الإسلام اليد القوية أيام صولته فلم يبطش بها بمواطنيه ولا مدها إلى معاهديه بل ولا حرَّك بها عصا نحو المتوحشين عند نزولهم على حكمه تحت سطوة سلطانه. ولم يكن عند رجاله من التعصب ما يحملهم على قهر الناس بالتضيق على ترك أديانهم بل خيرَّ من نازلهم بين الأخذ به أو الاستطيان على حكمه وهذه خصوصية له من بين الأديان ويكفيه

من إطلاق حريّة الأعمال إن وفداً من نصارى العرب وفد على سيدنا محمد صلى الله تعالى عليه وسلم

<<  <   >  >>