لتقدمها في بلاده قابل كلاًّ من السيد محمد راتب باشا وحضرة يوسف بك صديق بالقبول وأثنى على سعيهما ولم يمض أسبوعان حتى استحضروا الأدوات والمعدات واحتفلوا لافتتاح المدرسة يوم الأحد ١٣ جمادى الثانية سنة ١٣١٠ الموافق ٢٤ كيهك سنة ١٦٠٩ وغرة يناير افتتاح سنة ١٨٩٣ فحضر هذا الاحتفال فريق من أفاضل العلماء وجملة من الذوات الفخام وجمهور من النبهاء والأعيان وكانت الموسيقى العسكرية تقابل كل إنسان بالسلام وفي منتصف الساعة الحادية عشرة قام الخطيب المصقع والبليغ المتفنن أحد رجال المنابر الخطابية بل هو من رجال الصف الأول في أئمة منابر الأدب حضرة الفاضل إسماعيل بك عاصم خطيب الجمعة الرسمي فحمد الله تعالى وصلى على نبيه صلى الله تعالى عليه وسلم وثلث بالثناء على الحضرة الخديوية الفخيمة ثم أخذ يذكر المدرسة وما يكون فيها من العلوم والصنائع وما لأعضاء الجمعية ورئيسها من العناية بها ثم أثنى على من حضر الاحتفال وأخذ يبين فوائد العلوم وانتشارها ووجوب مساعدة الأمة للحكومة بمدارسها الخيرية ثم اختتم الخطبة بالدعاء لمولانا أمير المؤمنين المؤيد بعناية الله وأميرنا المعظم الملحوظ بعين الرعاية الصمدانية فوقعت خطبته موقع الاستحسان عند كل من حضر وأثنى عليه الجمع بما هو أهله وقد علمنا أن هذه المدرسة إسلامية محضة أي أنها تعلم القرآن الشريف والتوحيد والفقه وتاريخ العرب خصوصاً والمسلمين عموماً مع تعليم العلوم الرياضية ولغتين أجنبيتين وقد نظر منشئوها إلى مدارس الأمريكان والفرير واليسوعيين فوجدوها تعلم دينها المسيحي لكل داخل فيها ولو مسلماً أو يهودياً فقرروا تعليم الديانة الإسلامية لكل
داخل في مدرستهم ولو مسيحياً أو إسرائيلياً للمقابلة بين