للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يحس بها المصريون لا توجب فتنة ولا تحركهم لثورة كما يفتري ذلك أضدادهم بل تلزمهم باللياذ بأميرهم والفرح بعودة السلطة الوطنية ليشابهوا الأمم المحافظين على حقوقهم المتمتعين بمنافع بلادهم. ولو علم أضداد المصريين أن كثرة أقاويلهم ومفترياتهم وتحاملهم على الأمير والسلطان بلا تحاش ولا حياء هي التي تعد ذريعة لسلب الأمن العام لأحسنوا العبارة ووقفوا مع الوطنيين والأوروبيين في موقف السكون والهدوء وراحة الأفكار. ولو نظرنا إلى الجرائد غير المشيعة لرأيناها سالكة طريق الاعتدال معلنة بأن الأمن العام لم يمس بشيء فهذه جرائد الوطن والأهرام والاتحاد والبوسفور والمحروسة

والفار وغيرها تنادي بأن الأمن العام قوي الأركان فضلاً عن الجرائد الإسلامية المؤيد والنيل فلم يبق إلا الشاذة التي غرست الأحقاد في القلوب ونفرت المصريين من الانكليز وأعمالهم بسوء سياستها وتظاهرها عليهم وهذه عادة الأحمق يريد أن ينفع صاحبه فيضره من حيث لا يشعر ـ ثم أن المصريين يعلمون أن بقاء الأوروبيين بينهم للتجارة والزراعة والصناعة والاستيطان حصن حصين بينهم وبين الدول العدوانية فهم يعقدون خناصرهم على صدق مخالطتهم وحسن معاملتهم كما هي عادتهم فإن التعرض لنابع دولة يوجب تداخلها في أحوالنا وهذا غير خفي على أضعف المصريين إدراكاً ولو علم أضداد المصريين أن النداء يفقد الأمن العام نداء لأوروبا بالتداخل في شأن مصر فيجعلون للدولة المستأجرة لهم شركاء بجهلهم لكفوا عن هذه الإشاعات ولكنهم عن طرق الهداية عمون.

ونحن معاشر المصريين على اختلاف أدياننا نعلن أضدادنا المرجفين ومن

<<  <   >  >>