للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والمائة راتباً لشخص واحد فماذا عليها لو خصصت للأزهر ودوائره مبلغاً تساعد به الأوقاف فإن تعليم علمائه عائدة منفعته إلى الحكومة فمن الطلبة يخرج القضاة ونواب البلاد والمفتون وطلبة دار العلوم وهؤلاء كلهم تابعون لإدارة الحكومة لا لإدارة الأزهر فالأزهر مدرسة من المدارس التي يجب أن تنفق عليها الحكومة لعود المنفعة إليها غاية ما في الباب أنه مستقل بإدارته تحت رياسة شيخه لا تعلق له بالمعارف ولا سلطة للمعارف عليه ولكن ذلك لم يخرجه عن رعاية الحكومة ومسؤليتها عنه مساعدة وتنظيماً. إنما قلنا يجب على الحكومة أن تنفق عليه لأن به كثيراً من المدرسين الفقراء الذين يستعينون على معاشهم بالسهر في الليالي القرآنية وقد حتمنا عليهم قراءة دروس معدودة في أوقات محدودة فمنعناهم من السهر الموجب لتخلفهم عن القراءة فلزمتنا نفقتهم بمساعدة الأوقاف على ما تعطيه لهم ليقوم المجموع بمؤنتهم والذي يظهر أن هذه الطرق توصل الطالب إلى النجاح ويكثر بها عامل العلم وتتنفع الحكومة بمن يتخرجون على هذه الطرق أكثر من انتفاعها بمن تخرجوا على الطرق القديمة. وعسى أن تحل هذه الآمال لمحل القبول فنرى القول مشفوعاً بالعمل وإن أبى الناس إلا بقاءهم على ما هم عليه تركناهم وما يريدون وعدنا إلى

ديوان المعارف لنبسط الكلام عليه فإنه أشد احتياجاً لبيان ما فيه وأن كانت آلات التعليم فيه متوفرة والنظام على أحسن ما يكون ولكن فيه من الدخيل ما أوجب خلل بعض مدارسه أو دروسه والصمت على ذلك ضياع للعلماء والتعليم.

<<  <   >  >>