التي كان يدخل منها ماء البحر الملح عند شدة الأنوا، فتزيد مياه بحيرة المنزلة وتملأ الأراضي المجاورة لها وبهذا الفيضان خربت قرى كثيرة من الدقهلية فلما اتم السدود وأمن الناس فيضان البحر املح على قراهم عادوا فسكنوها وعمرت البلاد. والعمل الذي يخرس كل متمشدق بأعمال الأجنبي الآن ويخلد للمرحوم محمد عل باشا ذكراً جميلاً ومجداً لا يجاريه فيه مجار أنشاؤه جسور النيل من شاطئيه ممتدة من أسوان إلى رشيد من البحر الغربي وإلى دمياط من البحر الشرقي وقد بلغ مكعب تلك الجسور أربعين مليوناً من المتر الكعب. وإنشاء الترع والجسور في داخلية المديريات البحرية والقبلية التي بلغ متوسط مكعباتها السنوية خمسين مليوناً من المتر المكعب وذلك غير تطهير الترع القديمة وردف جسورها وقد صرف رحمه الله تعالى في هذا العمل الشاق تسع عشرة سنة مبتدأة من سنة ١٢٢٩ وكان يشتغل في هذه الأعمال ثلاثمائة ألف نفس. وكان الوجه البحري كالقبلي تنقسم أراضيه إلى حياض واسعة تحيط به جسور عظيمة فتمتلىء بماء النيل وقت فيضانه من ترع مخصوصة فإذا جاء وقت الزرع صرفوا المياه عنها بمصارف موصلة إلى البحيرات
فمديرية البحيرة كانت تصرف في بحيرة مريوط وبحيرة المعدية وبحيرة بوقير وبحيرة أدكو والغربية كانت تصرف في بحيرة البرلس والشرقية والدقهلية تصرفان في بحيرة المنزلة فكانت البلاد وقت الفيضان كأنها بحيرة واحدة وكان تزاور الناس وتجول التجار بالمراكب فاجتهد المرحوم في عمل ترع صيفية عند مااستحدث الزراعة الصيفية كالقطن والنيلج (النيلة) والأفيون سنة ١٢٣٨ وكان قد أمر قبل ذلك بحفر البار وعمل السواقي ولما لم يجدها كافية حفر