الفيضان فإن المقدر له مائتان وثلاثة وعشرون ألف تقريباً. وإذا جعلنا هذه الترع والجسور خطاً واحداً بلغ طولها ثمانية آلاف وسبعمائة وسبعة وسبعين كيلومتر ومكعب ذلك نحو ألف وثمانمائة وأربعة وثمانين مليوناً من الأمتار المكعبة. فإذا
قانا بين الترع التي عملها محمد علي باشا وبين مجرى النيل من منبعه إلى مصبه وجدناها قدره مرة وثلثين تقريباً فإن طول النيل ألف ومائتان وخمسة وسبعون فرسخاً أي خمسة آلاف ومائة كليومتر. ثم اخذ يذاكر رجاله والوافدين عليه من أوربا في طريقة تزداد بها الزراعة الصيفية وتأمن ترعها من التلف فقيل له أن نابليون بونابرت لما دخل مصر لم ير لتحسين الزراعة أنفع من بناء قنطرتين أحداهما على بحر دمياط والثانية على بحر رشيد لحجر المياه زمن التحاريق وتوزيعها على أراضي الوجه البحري بحسب احتياج كل مديرية وعمل ثلاثة رياحات رياح لأراضي الشرقية والقليوبية والدقهلية ورياح للمنوفية والغربية ورياح للبحيرة ومدينة اسكندرية فأعجبه هذا الرأي واحضر لينان أفندي الفرنساوي الذي تسمى أخيراً بلينان باشا وكان على هندسة البلاد القبلية وأصدر أمره إلى سر عسكر باتخاذ الوسائط اللازمة لإنجاز هذا العمل سنة ١٢٥٠ فعين مجلس من المهندسين والرجال النبهاء لانتخاب المحل وقرر رأي أغلبهم على عمل القناطر بعيداً عن النيل في رأس جزيرة البحرين وصدر الأمر بإحضار الفعلة وعين من كبار المأمورين من يباشرون وأحضرت المهمات من أحجار وأخشاب وحمرة وجير وآلات وبينماهم في العمل سعى بعض كبار الموظفين بلينان باشا عند الخديوي وعابوا عمله فبطل العمل ووزعت المهمات والأدوات على البلاد سنة ١٢٥٥ وتعين لينان