التجارة وعين له مجلساً مركباً من وطنيين وأجانب لفصل قضايا التجار فكان أول مجلس مختلط بمصر ثم استخدم كثيراً من الأوربيين ما بين فرنساوي وطلياني وانكليزي في كثير من أعمال
المدارس والورش والمعامل والعسكرية لتعليم المصريين حتى تثقف كثير منهم واستغنى الحال عن معظم الأجانب إذ لم يبق منهم في عهده الأخير إلا نحو مائة من الأطباء والكيماوية والصيدلانية (الأجزائية) وعشرين في العسكرية وخمسة وعشرين من المعلمين في المدارس والزراعة وثلثمائة في الورش ثم نبغ كثير ممن الوطنيين فاستغنى الحال عن الأجانب إلا أفراداً لا يتجاوزون الخمسين. وكان أول ورشة أنشأها ورشة خميس العدس بجهة الخرنفش وكان المعلون فيها طليانية وكانت تصنع القطيفة والحرير ثم جعلت للأقمشة القطنية والكتانية. ثم ورشة بولاق المعروفة بمالطة وورشة السبتية وورشة ابراهيم أغا وهذه الثلاث كانت لعمل الأقمشة الرفيعة والغزل. ثم ورشة الغزل بقرب السيدة زينب رضى الله تعالى عنها وكانت محل بيت بهجت باشا الآن. ثم أنشأ قيعان الحرير بمصر فنسج فيها الشاهي والقطني والآلاجة والمشجر والأطلس وبلغ مقدار ما نسج من الحرير سنة ١٢٤٩ أربعة ألاف أقة ثم أنشأ عشر ورش بالوجه البحري في قليوب وشيبين الكوم والمحلة الكبرى وزفتى وميت غمر والمنصورة ودمياط ودمنهور ورشيد وشربين وكلها للأقمشة ما عدا ورشة رشيد فكانت تصنع الغزل وقلوع المراكب. وأنشأ في الوجه القبلي ثمان ورش في بني سويف وأسيوط والمنية وفرشوط وطهطا وجرجا وقناوالواحات. وكان عدد دواليب الغزل ١٤٥٩ دولاباً منها ٤٥ للغزل الغليظ والباقي للرفيع وكان