الغزل مدة يحمل إلى إيطاليا وألمانيا وكانت تربح منه الحكومة مبالغ وافرة. وبمحافظته على الأمن وقطع دابر قطاع الطريق واللصوص دخلت تجارة سواحل البحر الأحمر إلى مصر وتوالى ورود القوافل منا لصحاري الأفريقية ودخلت تجارة البحر الأبيض المتوسط من بلاد الترك والأرمن وأوروبا حتى بلغ عدد الأجانب في مصر سنة ١٢٥٦. ٥٠٠٠ رومي و ٢٠٠٠ طلياني و ٧٠٠ فرنساوي و ١٠٠٠ مالطي و ١٠٠ نمساوي و ٢٠ موسكوبي و ٢٠ إسباني و ١٠٠ انكليزي و ٣٠٠٠ شامي مسيحي و٢٠٠٠ أرمني وفي ذلك المستخدمون في الحكومة وكانوا في سنة ١٢٣٧ ستة عشر بيتاً. وكان مجموع الإيراد سنة ١٢٣٧، ١١٢٥٠٠٠ جنيه مصري تقريباً ونما إلى أن صار في سنة ١٢٤٩، ٢٥٢٥٢٧٥ جنيهاً ومازال ينمو بزيادة التحسين في الإدارة والزراعة والتجارة حى بلغ نحو ثلاثة ملايين في عهد المرحوم سعيد باشا ثم بلغ ٩٣٨٩٩٠٠ سنة ١٢٩٤ في عهد الخديوي اسماعيل باشا. فهذه الأعمال هي أعمال محمد علي باشا أول قائم من العائلة الحاكمة الآن وما زاد عليها في أيام أبنائه إنما هو تتميم وتكيل وسنتكلم على العسكرية البرية والبحرية والمدارس والمالية والصحة ودواوين الحكومة المحتاجة لبيان ما كانت عليه من النظام وما اعتراها من الخلل في السنين الأخيرة وما نريد أن نذم الخواجة أو نقدح في المستر أو نعيب البارون أو نقبح عمل اللورد فإن ذلك بعيد عن مغزى المؤرخين الذين لا يهمهم إلا ذكر الأعمال ويتركون التحسين والتقبيح للقراء ولا يتعرضون للشخصيات والمطاعن الذاتية. وإذا قرأ أجير من الإجراء هذا الملخص الموجز رآه لجاماً في فمه فلا يعود لقوله